فعالية خطابية وإفتتاح المعرض المركزي لصور الشهداء في مدينة الحديدة
صوت عدن/الحديدة/سبأنت:
احتضنت قاعة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي بمدينة الحديدة،
اليوم، الفعالية المركزية التي نظمتها السلطة المحلية والتعبئة بالذكرى السنوية للشهيد للعام 1447ه.
وفي الفعالية التي اكتظت بحشد رسمي وشعبي مهيب، أشاد محافظ المحافظة عبدالله عطيفي، بتضحيات الشهداء، التي صنعت لليمن موقعه الريادي في مقارعة قوى العدوان والاستكبار العالمي، وفي المقدمة مجرمو أمريكا والصهيونية العالمية.
وبين أن الشهداء هم رموز الكرامة ومصابيح الهداية واليقين، وقدوات الأجيال المشرفة في الصبر والثبات ومواجهة قوى الطغيان.
وأشار المحافظ عطيفي، إلى أن إحياء ذكرى سنوية الشهيد، تجسّد أسمى معاني الوفاء للشهداء العظماء الذين قدّموا أرواحهم في سبيل الله، وتعكس قوة الارتباط بالمشروع القرآني والغاية السامية التي استشهدوا من أجلها، في إعلاء كلمة الله، ونصرة المستضعفين، والدفاع عن سيادة الوطن وكرامة الأمة.
واعتبر ما يعيشه اليمن اليوم من صمود أسطوري في وجه الأعداء، ثمرة الدماء الزكية التي روت تراب الوطن، مؤكّدًا أن أبناء اليمن الأحرار يواصلون درب الشهداء في معركة التحرر والاستقلال، متسلّحين بالإيمان والوعي والبصيرة التي تمكّنهم من مواجهة كل التحدّيات.
واستعرض محافظ المحافظة، نماذج من تضحيات الشهداء وثباتهم في مواجهة أعداء الأمة، وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والشهيد الرئيس صالح الصماد، ورئيس حكومة التغيير والبناء أحمد الرهوي، ورفاقه الوزراء، ورئيس هيئة الأركان الفريق الركن محمد الغماري، الذين سلكوا طريق الحق وبذلوا في سبيله أرواحهم الزكية.
وأفاد بأن اليمن يتوّج اليوم مساره الجهادي في معركة نصرة الحق بالالتفاف حول القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والاسترشاد بتوجيهاته لتحقيق الخير للأمة كافة والانتصار للقضايا العادلة التي ضحّى الشهداء من أجلها، في مواجهة أعداء الأمة والوقوف ضد المشروع الصهيوني الساعي لاستعباد شعوب الأمة خدمة للصهيونية العالمية.
ولفت الى أن الشعب اليمني قدّم عبر تاريخه نماذج عظيمة في الدفاع عن كرامته واستقلاله، مؤكدًا أن السير على نهج الشهداء واجب ديني ووطني وأخلاقي، وأن قيم الشهادة تمثل مدرسة في التضحية والإيثار والولاء لله ورسوله والمستضعفين.
وعد محافظ الحديدة ما ينعم به اليمن من عزة وكرامة وأمن واستقرار هو بفضل تضحيات الشهداء، مؤكدًا أن الإحياء الحقيقي للذكرى يتمثل في تعزيز قيم الشهادة وفضلها في نفوس المجتمع وحمل الراية التي عمدها الشهداء بدمائهم ومواصلة السير على خطاهم.
وذكر بأن الإحسان لأسر الشهداء وتوفير سبل الرعاية والاهتمام لهم، واجب ديني وإنساني ووطني وصورة من الوفاء والعرفان للشهداء العظماء، باعتبار ذلك أقل ما يمكن تقديمه لهم عرفاناً بتضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة للذود عن كرامة وحرية الوطن.
وقال "عزاؤنا للشهداء أنهم قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله، وهم يقاتلون الأعداء، الذين حذرنا الله تعالى منهم، ونحن في اليمن نحمدالله أن جعل منا مجاهدون يقاتلون في سبيل الله فيقتٍلون ويُقتّلون ومنهم من ينتظر إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة".
وخلال الفعالية التي حضرها وكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكيلا المحافظة محمد حليصي وعلي كباري، تطرق مسؤول وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل، إلى الأهمية التي تكتسبها الذكرى في استذكار تضحيات وبطولات أبناء الشعب اليمني الذين كسروا شوكة الطغاة وانتهكوا الحرمات، مبينًا أن الشهداء هم منارات الهدى للأجيال.
ولفت إلى أن الشعب اليمني، استطاع بإيمانه وحنكة قيادته مواجهة الأخطار وأن يقف بصلابة ويؤكد للعالم أن سلاح الإرادة والإيمان أقوى من كل أسلحة الدمار التي استخدمتها دول العدوان ضد اليمنيين الذين يتوجون اليوم دورهم الإيماني الأصيل بنصرة فلسطين ومواجهة الصهيونية وأدواتها في المنطقة.
واستعرض الشيخ صومل، فضل الشهادة ومنزلة الشهداء عندالله ومكانتهم الرفيعة في المجتمع، لافتًا إلى أن الشهادة درجة لا ينالها إلا من اصطفاه الله من عباده المؤمنين الصابرين وهي أسمى وأرقى عطاء، يجود به المرء في سبيل الله وتكمن أهميتها في ثمارها العظيمة التي تعود على الأمة بالعزة والنصر والحرية.
وبين أن إحياء ذكرى الشهيد، هذا العام يأتي في ظل تحولات مفصلية تشهدها المنطقة، مرحلة تمحيص وفرز تحتم على الجميع أن يكونوا عند مستوى المسؤولية بالوفاء للشهداء من خلال مواصلة نهج الجهاد المقدس ضد الصهيونية العالمية.
بدوره أشار مدير فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء بالمحافظة علي الشعثمي، إلى اهتمام الهيئة بدعم أسر وأبناء الشهداء والمشاريع الإنسانية التي تم تنفيذها في المجالات الغذائية والصحية والتعليم وغيرها خلال الفترة الماضية.
وأكد أهمية حمل ثقافة الجهاد والسير على نهج الشهداء، والانتصار للقضايا العادلة التي ضحوا لأجلها، إلى جانب الوفاء لأسر الشهداء والاهتمام بهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم في كافة المجالات، مؤكدًا أن الجميع أمام مسؤولية للإسهام في رعاية أبناء وذوي الشهداء.
وفي كلمة أسر الشهداء أكد محمد عصام، أن إحياء ذكرى الشهيد يجسّد قيم الإيمان والولاء لله ورسوله، ويؤكد أن طريق الشهداء هو طريق الحرية والعزة والكرامة للأمة، لافتًا إلى أن الشهادة تمثل أسمى معاني التضحية والفداء.
وأوضح أن لكل شهيد قصة وحكاية وموقف سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته، لافتًا إلى أن الشهداء تاجروا مع الله تعالى وكانت تجارتهم رابحة، ما يتطلب من الجميع السير على دربهم والمضي على نهجهم في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي.
تخللت الفعالية بحضور قيادات قضائية ومحلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية وأكاديميين وشخصيات اجتماعية، قصيدة وفقرة إنشادية معبرة عن الذكرى.
عقب ذلك افتتح المحافظ عطيفي ووكيل أول المحافظة البشري، بحديقة الشعب ومعهم وكلاء المحافظة وعدد من المسؤولين المعرض المركزي لصور شهداء المحافظة والذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف صورة ومجسمات للشهداء من أبناء المحافظة والوحدات العسكرية، في إطار فعاليات الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447ه.
وخلال الافتتاح اطلّع المحافظ عطيفي ومرافقوه على أجنحة ومحتويات المعرض من صور ومجسمات للشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم رخيصة خلال المعارك البطولية في التصدي لقوى العدوان وأدواتهم.
ونوهوا بالجهود التي بُذلت لتنظيم المعرض وإبراز دلالات ما قدمه الشهداء من تضحيات في مواجهة أعداء الوطن.
واعتبر المحافظ والبشري ووكلاء المحافظة، من بذلوا أرواحهم في سبيل الله ورفعة اليمن، مدرسة في العطاء يخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته، لافتين الى أن إحياء سنوية الشهيد تعد أحد صور النصر الذي تتجلّى في مختلف ميادين العزة والكرامة.
وأشاروا إلى أن ثقافة الشهادة والتضحية تُعد درعًا يحمي الأمة من مكائد الأعداء ومخططاتهم .. معبرين عن الشكر لكل من أسهم في إحياء ذكرى سنوية الشهيد والتذكير بعطاءات الشهداء في سبيل الله والوطن.
فيما أكد الزائرون للمعرض، السير على درب الشهداء واقتفاء مآثرهم، واستلهام دروس التضحية والصبر في كافة مجالات العمل من منطلق الشعور بالمسؤولية، لافتين إلى أن الشهادة شرف لا يناله إلا من يختاره الله بعد حياة مليئة بالإخلاص والصلاح والإيمان.
