صوت عدن/حجة/المسيرة نت: 

 يشهد قطاع الزراعة في محافظة حجة، خصوصًا مديريات عاهم وتهامة، تطورات نوعية في مجال إنتاج العسل اليمني، حيث نظمت ست جمعيات تعاونية زراعية مهرجان العسل الموسمي الأول في مديرية مستباء، بهدف تسليط الضوء على قيمة هذا المنتج المحلي الفريد ودوره في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي.


وأكد رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، زيد الشامي، أن المبادرة تأتي في إطار تعزيز مكانة العسل اليمني في الأسواق المحلية والإقليمية، ورفع جودة الإنتاج، وتحسين ممارسات تربية النحل لدى المنتجين. 

ولفت في مداخلة لبرنامج نوافذ على قناة المسيرة إلى أن المهرجان يوفر منصة متكاملة لتسويق العسل اليمني وربط المنتجين بالتجار والمستهلكين، ما يسهم في تعزيز فرص التجارة وتوسيع دائرة المستفيدين من هذا القطاع الحيوي.

وبين الشامي أن المهرجان يعرض أنواعًا مختلفة من العسل اليمني، تشمل عسل السدر المحلي بأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى عسل العصيمي والصمر والسلام والمراعي، ويتميز كل نوع بخصائصه العلاجية والغذائية الفريدة. 

وأضاف أن المهرجان يركز على إبراز قيمة العسل كمنتج غذائي ودوائي في آن واحد، ويشمل أقسامًا مخصصة لكل جمعية تعاونية لتقديم منتجاتها وفق معايير صحية صارمة وضمان الجودة.

وأشار إلى أن المهرجان يسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية تتمثل في زيادة وعي المجتمع بفوائد العسل الطبيعي، وتعريف المستهلكين المحليين والدوليين بجودة العسل اليمني، وكذلك دعم الجمعيات التعاونية والنحالين من خلال تسهيل التسويق وتوفير فرص البيع المباشر في الأسواق المركزية.

وأعتبر أن هذه المبادرة تعكس جهود المجتمع المحلي في مواجهة تحديات التسويق والإنتاج، وتعزز مفهوم الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على المنتجات المحلية دون الحاجة إلى الاستيراد.

ورأى الشامي أن تنظيم المهرجان في مديرية مستباء جاء في وقت مناسب لتعزيز التنافسية بين الجمعيات التعاونية، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تتمتع بظروف طبيعية وجغرافية مثالية لإنتاج العسل، مما يجعلها إحدى أهم مناطق إنتاج عسل السدر عالي الجودة على مستوى اليمن.
وبين أن نجاح المهرجان يسهم في تحريك عجلة التنمية الزراعية في الريف، من خلال تعزيز مكانة المنتج اليمني ودعم صغار النحالين الذين يملكون خلايا نحل محدودة ويحتاجون إلى التوجيه والدعم الفني.

وكشف أن المهرجان لا يقتصر على العرض والبيع فقط، بل يتضمن إقامة ورش عمل ودورات تدريبية للنحالين، لتعريفهم بأحدث أساليب الإنتاج والتسويق، فضلاً عن حملات توعية مجتمعية بأهمية العسل الطبيعي كجزء من التراث الغذائي والصحي اليمني.

 وأكد أن الجمعيات المشاركة عملت على ضمان جودة الإنتاج، وفحص المنتجات وفق المعايير الصحية الحديثة، لتكون جاهزة للمستهلك المحلي والدولي.

ولفت إلى أن المهرجان يمثل خطوة مهمة نحو ربط المنتجين بسلسلة القيمة، من خلال تسهيل عملية البيع والترويج، وتقليل عناء التنقل ونقل المنتجات إلى المدن الأخرى. وأضاف أن الحدث ساعد في تعزيز الوعي بين النحالين حول أهمية الحفاظ على جودة العسل، واستخدامه في الصناعات التحويلية مثل الشمع والمراهم الطبية، مما يعزز القيمة الاقتصادية والإنتاجية للقطاع الزراعي.

واعتبر أن مهرجان العسل في مستباء يعد نموذجًا يحتذى به على مستوى اليمن، كونه يعكس التنسيق بين الجمعيات التعاونية والقطاعين الحكومي والخاص، ويبرز الدور الحيوي للنحالين في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى تعزيز مكانة العسل اليمني على المستويين المحلي والدولي،

 وذكر أن نجاح المهرجان سيتيح توسيع نطاقه ليصبح حدثًا سنويًا يدعم تسويق العسل اليمني ويعزز قدرته على المنافسة عالميًا.

وجدد التأكيد على أن المبادرة تهدف إلى "أن نأكل مما نزرع"، وتعزيز الاستقلالية الغذائية، وتنمية قدرات المنتجين المحليين، مشيرًا إلى أهمية استمرار الدعم الحكومي والمجتمعي للمزارعين والنحالين لضمان استدامة الإنتاج وتطوير الصناعات المرتبطة بالعسل.