• لواك ..لك ..!!تستيقظ في الصباح..تخرج إلى عملك أو تذهب إلى السوق ،  وأنت في حالة توتر أو شبه نائم بإنتظار الذي يأتي ولن يأتي..!! تمضي ساعات النهار عصيبة ..كئيبة ..تعود إلى منزلك حاملا الأثقال من الهموم والمواجع ..تأكل أي لقمة تقرب لك بدون نخيط ..ثم ترمي بجسمك المنهك على الأرض أو في أي زاوية من الديوان.. ملفوف بكنبل بسبب قسوة البرد وشدته هذه الأيام ..تحاول أن تمضغ وريقات القات إن كنت ممن يتعاطونه..ولكن بدون طعم ..ومع المغرب  يغيب قرص الشمس خلف الجبل.. فتغرق في الظلام .. و سط صمت أهل القبور.. تحاول أن تبحث  عن أي خبر مفرح عن أي شيء..مهما كان تافها ..وليس له قيمة اخبارية..تفتح الواتساب أو قناة فضائية..تسمع أول خبر.. وتقرأ  الثاني فسرعان ما تهرب إلى الإذاعة معرجا على الفيسبوك..فلا فائدة.. تداهمك الأخبار من الجهات الأربع ..هي نفسها منذ ثلاث سنوات ..متشابهة..فقط تغيير في عنوان أو جسم الخبر.. ترويع هنا.. وتضخيم هناك..حتى باتت الأخبار المكعننة  شبيهة بحلاوة كانت تباع للأطفال في عدن أيام الزمن الجميل - مضى ولن يعود للأسف- وذلك إبان الإحتلال البريطاني ويتذكرها من عاش طفولته وصباه ..شبابه ورجولته في درة مدن اليمن ..كان البائع  يدور من حافة إلى أخرى يحمل بيده عصا ملفوفة بجسم حلاوة..إسمها "حالي مطه".. حجمها أو هيئتها حلزونية تقترب من شكل" الشوارما..كان البائع ينادي الأطفال بصوت مميز وبايقاع به نبرة لحن جذاب .. : " هاااات ياااالوك..تعاااال ياااالوك ..روح يااااالوك"(هكذا).. والحلاوة مطاطة.. تضع رأس ما اشتريته - ببيستين أو عانة.. ثم فلس -  في فمك..فتبدأ معركة لا تنتهي.. فتقضي وقتا في عراك حامي الوطيس ...تعضها باسنانك ..تحاول أن  تلعص ما استطعت قضمه..تلوكه ..يسيل اللعاب على صدرك ويسيح بين يديك ..وفي نهاية المعركة السلمية.. لا تدري ماذا تمضع ..أهي حلاوة .. أم ررررربل..أو ماذا... وبالطبع تستمتع بها.. عكس  الأخبار المسمومة الدسم...!!

#عبد_الحليم_سيف
2017/11/16