اهداني صديقي الشاعر د. عبد الله عوبل نسخة من ديوانه الجديد الموسوم ( ظل امي ) . 
   لايعادل فرحي من ان يهديني صديق  بعض ماجادت به قريحته خلال سنوات بعد ان ضمها بين دفتي ديوان ، سوى فرح الشاعر نفسه بصدور باكورة إنتاجه .. شيء اشبه بفرح الأب بميلاد طفله البكر ..
  اعرف الصعوبات التي تكتنف المبدع في بلادي لكي يستطيع طبع عمل من اعماله . فدور النشر قليلة ، إن لم تكن نادرة خاصة تلك التي تهتم بنشر الادب ،الشعروالقصة  والرواية والنقد ، وإن وجدت على قلتها ، فليس بمستطاع اي كان الوصول إليها، وتحمل كلفة طباعة اعماله فيها إلامن كان له حظ من مال ، ومعاشر الأدباء والكتاب في بلادنا افقر عباد الله . وحتما عانى صديقي الشاعر عبد الله عوبل مندوق من ذلك مثلما عانيت وعانى غيرنا ممن لاتزال اعمالهم الادبية مخطوطات تنتظر فرصة النشر ، وحتى حين اصبح وزيرا للثقافة ، لم يستغل منصبه في طبع عمل من اعماله الشعرية او النثرية . الفترة التي تولى فيهاحقيبة الثقافة كانت قصيرة جدا ، من ناحية، ومن ناحية أخرىكانت فترة حرب لاتزال مستمرة منذ سيع سنوات ، فلم يتح له الوقت لبلورة مشروع ثقافي لطباعة ونشر الكتاب ، فخرج من الوزارة كما دخلها دون ان يطبع كتابا له اولغيره من زملائه الادباء والكتاب .
   (  ظل امي ) صدر عن شركة تكوين للطباعة والنشر والتوزيع بجدة في المملكة العربية السعودية 1442للهجرة - 2021م ، ويحتوي على 148 قصيدة ، ويقع في212صفحة من القطع المتوسط .
  اهدى الشاعر ديوانه إلى امه ( التي. مازال ظلها يدثرني ، ويمدني بالصبر والامل ) ويذكرني هذا بمجموعتي القصصية الاولى ( عيون العصافير على طرف النهر ) التي اهديتها إلى امي ايضا.
  بين ام جوركي ، والام شجاعة لبريخت ، وظل امي لعوبل ، ثم ذاك الحبل السري الذي يربطنا بالأم مهما كبرنا ، نبع الحنان الذي لاينقطع ، حتى حين يقطع ذاك الحبل لاي سبب ، فهو الحبل الذي يمدنا بعناصر الحياة ،  بالصبر والأمل لكي نستمر في الحياة مهما كانت قسوة الايام ،والأم قد تكون التي خرجنا من (حبها )، وقد تكون الوطن الذي نعيش ونموت في حبه !
(  ظل امي ..) 
تشيد فوف راسي 
قلعة
من جموح الثريا 
ودفتر ذكريات 
عندما كنت تلميذا ، 
كان ظل امي 
يشير إلى سنابل القمح 
على خارطة الحقول 
كان مدرس الجغرافيا
يرسم لنا خارطة
وعلينا ان نبحث عن الكنز 
( نعناع ابيض في كيس بلاستيكي ) 
المدفون تحت التراب 
تكبر الخارطة معي 
ويكبر الكنز 
ويلمع زاهيا ،
ثم يختفي في عتمة 
الليل ) .
  فهل وجد الكنزبعد ان اختفى في عتمة الليل ؟ لم تكن الليالي المقمرة في قريتهم كثيرة ، قمرين كانا وقد سرقهما قراصنة الليل ذات صيف، انطفأ القمران ولم تعد لديه خارطة ولااقمار ليستدل على كنزه ، والليل والقراصنة يعربدون فوق خارطة الوطن !
  ( كنت اطلب من الشمس 
ان تهديني شفقا
يلون مرآتي بلون البحر
يحميها من نزغ القراصنة 
والليل
منذ الغروب السابع 
لاضوء يأويني
سوى اضغاث
انات باردة)
  لقد تحول الوطن :
(صفير اجساد هلامية
من تحت انفاق الموتى 
تضيق الرؤيا والانفاس 
وموعد صلاة الفجر
يمتد على مهل 
إلى اقصى نقطة للسكون 
وظل امي مازال 
مرآتي ودفتر ذكرياتي ..) 
   ولي عودة إلى قصائد الديوان إن شاء الله ..