صوت عدن : 

  
توفي الشيخ طارق محمد عبدالله المحامي ، شيخ المحامين وأبرز رجال القانون في عدن مساء اليوم السبت عن عمر ناهز الثمانين عاما.

وتوفي طارق اثر مرض عضال الم به في العاصمة البريطانية لندن

وصال الشيخ طارق المحامي اروقة المحاكم والقضاء وتصدر الدفاع في قضايا جسيمة جنائية واقتصادية وسياسية واجتماعية على مدى ستين عاما وشغل مهنة المحاماة من خلال دراسة القانون خارج البلاد وإقتفاء أثر والده محمد عبدالله المحامي ، كبير المحامين الذي بكته عدن يوم تشييعه في عهد الاستعمار البريطاني. 

الشخصية الوطنية الجنوبية المحامي القدير الشيخ طارق عبدالله كان موظفا مدنيا مع حكومة الاستعمار كمسجل عام في ادارة التسجيل العام المرتبط بمكتب المدعي العام آنذاك .
 
بعد الاستقلال واصل العمل في الخدمة المدنية ولم يقيل من قبل الجبهة القومية مثل كبار الموظفين المدنيين الآخرين . 

بعد الاستقلال أصبحت الوزارة تحت إشراف وزارة العدل… 
في عام 1970 حصلت اختلافات خطيرة بينه وبين وزارة العدل و تم توقيفه عن وظيفته وتقدم بطلب للاستقالة حينها .

بعد ذلك انضم إلى أخيه الأصغر فاروق ، وهو محام حيث بدأ معه في ممارسة المحاماة الذي استمر في ممارسة مهنة والدهم الراحل  ,, وفتح مكتب باسم ابناء الشيخ محمد عبد الله المحامي" . منذ ذلك الحين بقت اللوحة أو مايسمى ب" ألبرت" كما هو حتى اليوم……  . كان فاروق محامي ممتاز أحسن مني ودربني …

بعد الاستقلال طُلب منه تدريب خريجي القانون الشباب الذين عادوا من الخارج وتم تعيينهم كقضاة . من بينهم مصطفى عبد الخالق الذي أصبح فيما بعد رئيس المحكمة العليا. 

في منتصف السبعينات عندما أصبح حكم الحزب الاشتراكي قاسيًا للغاية ، تمكن فاروق من مغادرة عدن لانه لم يتمكن  أن يتحمل ما كان يحدث . توفي في باكستان بعد سنوات عديدة .
 
واصل الشيخ طارق ممارسة المهنة في مكتبه الذي لا يزال يعمل بشكل كامل مع الموظفين.

من بين النشاطات الجانبية التي يقوم بها العمل في الاتحاد الناطق بالإنجليزية في إنجلترا.. حيث يقوم بإجراء مسابقة ناطقة بالإنجليزية لأولاد وبنات المدارس وأعطي عدد من المنح الدراسية لأفضل المتحدثين في معهد أميدإيست في عدن.

لقد كان الاستاذ المحامي الشيخ طارق محمد عبدالله رحمه الله محاميا بارزا ولامعا ، وكان في النقابة وأحد المؤسسين لجمعية المحامين في بلدنا ، تخرج من مكتبه محامون عديدون ، وهم الآن من نجوم مهنة المحاماة بفضل ما تلقوه من معارف بمكتب الفقيد ، من فضائله أنه لا يبخل على زملائه في المهنة أو القضاء  بفتاويه وإرشاداته.

لم يكن الفقيد محاميا لامعا فقط، بل كان حقوقيا ورجل سياسة بكل المقاييس ، وكثيرا ما كان يحرج الحكومة بأطروحاته وتحليلاته لمشاريع القوانين، لعب دورا كبيرا في وضع وصياغة القوانين من بعد الاستقلال الوطني  ،كما كان له الفضل الكبير في تعريب القوانين من الانجليزية الى العربية .

بوفاته فقدنا قامة قانونية فذة ومحارباً شجاعاً في محراب العدالة ، وشخصيه ذات  قيمة عظيمة، تغمده الله بواسع رحمته وألهم عائلته الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .