في مدينة عدن لدينا سفرة طعام غنيه و شهيه ومتنوعه  فيها من ألوان اللحوم والاسماك  والدجاج مايسيل له اللعاب ويذهب  به العقل و فيها من الوان الحساء اللذيذ الذي  نحبه بشغف  ونغوص من اجله في أعماق  "المطيبه" حتى نجفف منابع اللذه فيه و ندلعه بلغتنا العاميه " بالمرق"  مايعطينا نشوه غير تقليديه بالاستمتاع بالمرق وخصوصا إذا أضيف اليه الليمون فيكون الاستمتاع مذهلا و بقوة و نكهه تفوق هزاتها العشر درجات على مقياس ريختر.
لماذا اتحدث عن الطعام وملذاته لأننا كنا حتى وقت قريب نستمتع بقائمه محترمه من الطعام تحتوي على مالذ و طاب من اللحوم والأسماك واحيانا يضاف إليها الدجاج وكنا ناكل حتى نشبع ونستمتع بماناكل لأننا كنا قادرين على شرائه  والاستمتاع به وكانت سعادتنا لاتوصف مهما مااستعرت من كلمات أو تلاعبت في معانيها فالحال كان واقع كنا نعيشه  بكل ملذاته.
الان نحن نعيش واقع مختلف اختزلنا فيه سفرتنا الغنيه فأصبحت سفرتنا متواضعه فقد اختفت منها بعض من مكوناتها الرئيسيه أو بالأصح "طردت "من سفرتنا  كاللحوم والأسماك وكذلك بداء الدجاج يحزم حقائبه لغلاء سعره استعدادا للرحيل عن سفرتنا فأصبح اغلبنا يستمتع  "بصانونة الهواء " رغما عن أنفه في ظل تهديد " البطاط" بإلغاء إقامته الدائمه في سفرتنا والرحيل مع تمسك الباعه بسعر الف ريال للكيلو  البطاط قابل للارتفاع مع قدوم شهر رمضان المبارك .. نتساءل في امتعاظ لو فعلها البطاط ماذا سيبقى لنا من طعام نأكله  في مائدتنا.
عامة الناس أصبحت تضرب أخماس واسداس في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الاسماك التي وصلت لمستوى يفوق الواقع والخيال معا  في ظل الصمت المريب من سلطات هذه الدوله والتي كان  يجب عليها التصرف فورا  بضبط الأسعار ووضع حد المبالغة فيها علما بأن ذات السمك الذي بالمناسبه  يتم تصديره من بلادنا الى الدول المجاوره يباع في تلك الدول بنصف القيمه التي يباع فيها باسواقنا من دون الاخد بعين الاعتبار  بتكاليف الإضافية من النقل و غيره و الذي تتكبدها الدول المستورده لاسماكنا وهذا مايثير حيرتنا واستغرابنا 
ختاما احيانا التجار يتملكهم الجشع وحب جمع المال باي طريقه كانت حتى لو تسبب ذلك في أذية الناس  في ظل غياب الدوله ودورها الرقابي في ضبط الأسعار ومحاربة الاحتكار باستخدام الوسائل القانونيه ومعاقبة باعة الاسماك بفرض الغرامات القاسيه على الباعه لأن هذا هو السبيل لضبط الأسعار والحفاظ على معدة المواطن المسكين من الاحزان.