بعد التحية ..

أنا إبنة لهذه المرحلة والمراحل التى سبقتها ، تفتح إدراكي قبل إتفاقية الوحدة في ٩٠ بسنوات قليلة ، آمنت بها ودافعت عنها فرحت بتحقيقها وتجرعت مرارة هزائمها وإنكساراتها.

لم أنحن للموج كما أنحنى غيري  ولم أسقط كما سقط الكثير من الصحفيين في بئر سحيق غرقت فيه الكلمة والضمير المهني بلمح البصر.

الحمدلله لم يتسلل لقلبي يوماً الإحساس بالعجز وقلة الحيلة ولم أتاجر يوماً بألم المواطن البسيط لغرض شخصي ، تحملت المسؤولية كاملة وقلبي يرتجف  خوفاً في أوقات كثيرة  ، ناديت بإسم القضية الجنوبية لسنوات ، أنتقدت أفعالاً كثيرة بشكل موضوعي وبناء ، بعيداً عن  التخوين والتجريح.

 لقد انصطدمت بالواقع كثيراً ولم أيأس ، حلمت كغيري بالمستقبل القادم  الذي يحمل على عنقه طوق نجاتنا ، حلم لم يكتمل ، رأيت من يغتاله دون خوف من الله ولا خوفاً علينا وعلى أبنائنا الذين يدفعون الثمن دائماً.

هناك جرائم كبرى تمت في السنوات الماضية ، لم تتعاملون معها كدولة بل أستقبلتم فسادها  بصمت العاجز قليل الحيلة ، وقبل أن نبدأ صفحة جديدة بعد عقد إتفاق الرياض ، نرسم معالم الحاضر والمستقبل عليها يجب أولاً أن نعرف إين كنا وكيف كان حالنا ، ليس من الضروري ان نمزق كل صفحات الماضي الحزين بل علينا أن نعرف من هو المخطئ لنحاسبه بالقانون العادل الذي يحفظ حقه وحقنا معه ، وكما يقول المثل "أضرب المربوط يخاف السائب" أجعل من أخطاء الماضي عبرة لمن تطاوعه نفسه على ظلم المواطن البسيط وضياع حقوقه.

أنى أطالب بمحاسبة المسؤولين  عن جرائم القتل والسلب وإغتصاب الجسد والارض.

أطالب بمحاسبة من باع وسرق معالم عدن في غفلة من الزمن ومن الحكومة أيضا.

أطالب بمعرفة من سرق النور من عيون أطفالنا وقطرة الماء من أفواههم. 

لست صاحب مصلحة خاصة وليست لي سابق معرفة بالشخوص الذين أطالب بمساءلتهم ولكن لدي علاقة بهذه الأرض الطيبة وهذا المواطن المغلوب على أمره وبمستقبل أريد أن أحميه وأسعد بايامه.

نحن بحاجة لفتح صفحة جيدة مع سيادتكم ، صفحة لا نحتاج فيها لوسيط ينقل من خلالها واقعاً مغايراً لا دخل له بواقعنا على الأرض. 

نعم نحن بحاجة لعقد جديد يربط بيننا وبين سياستكم بطريقة تحفظ آدميتنا وحقوقنا المشروعة ، تحفظ لنا تاريخنا الذي يجب أن يعود من جديد لحضن الأرض الكريمة ، تحفظ شموخنا وكبريائنا الذي ضاع في طوابير المعونات وبين صور القنوات ، صفحة تحتضن الجميع تحت ظلها لا تفرق بين منطقة وأخرى ولا بين مواطن وآخر صفحة تحجب الظلم والقهر والهوان من على قلوبنا.

 قد تكون رسالتي هذه طلب لثقة غابت عن المشهد السياسي والإجتماعي لسنوات طويلة ، إعذروني إن تجاوزت حدودي ، لكنها الحقيقة التي قد يخاف البعض قولها او كتابتها.

  
                             والله الموفق ..