صوت عدن/إعلام المنظمة: 

في ظل تفاقم النقص الحاد في الأدوية والكوادر الطبية والمستلزمات الأساسية في مختلف أنحاء اليمن تواصل المنظمة الدولية للهجرة بدعم من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية البريطانية تقديم المساعدات العاجلة إلى سبع منشآت صحية في محافظات عدن ولحج وشبوة والبيضاء وصنعاء لضمان استمرار تقديم خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفاً.
وقال عبد الستار عيسويف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن : "تشهد فرقنا بشكل يومي التداعيات الناجمة عن نقص الأدوية واكتظاظ العيادات وتأثيرها على العائلات والمجتمعات بأكملها. ومن خلال توفير الإمدادات الأساسية ودعم العاملين في الصفوف الأمامية نحن لا نلبي الاحتياجات العاجلة فحسب بل نُسهم أيضاً في ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية لمن لا يجدون ملاذاً آخر."
تأتي هذه المساعدات في وقت تتفاقم فيه أزمة الصحة العامة في اليمن نتيجة التدهور الاقتصادي واستمرار حالة انعدام الأمن. ومع حلول عام 2025 يواجه نحو 20 مليون شخص في اليمن احتياجاً متزايداً للمساعدة الصحية في وقت تعمل فيه أقل من 40% من المرافق الصحية بشكل محدود أو توقفت عن تقديم الخدمات كلياً نتيجة النقص الحاد في الكوادر والمستلزمات والبنية التحتية.
وقد أدى الانحسار الأخير في تمويل الخدمات إلى تفاقم الوضع مما أدى إلى فقدان 382 مرفقاً صحياً للدعم في مختلف أنحاء البلاد وأجبر العديد منها على تقليص خدماته أو الإغلاق بشكل كلي. ونتيجة لذلك يجد الملايين من الأشخاص لا سيما في المناطق النائية أو المتضررة من الصراع صعوبة بالغة في الوصول إلى أبسط خدمات الرعاية الصحية.
وللمساهمة في التصدي لهذه الأزمة قامت المنظمة الدولية للهجرة بتسليم أدوية ومستلزمات طبية أساسية إلى سبع منشآت صحية في محافظات عدن ولحج وشبوة وصنعاء والبيضاء شملت : مركز الاستجابة للمهاجرين في عدن وصنعاء ومركز البساتين الصحي في عدن ومستشفى رأس العارة في لحج ومستشفى رداع في البيضاء ومستشفى حبان ووحدة حورة الساحل الصحية في شبوة. حيث تخدم هذه المرافق مجتمعة نحو 295 مريضاً بشكل يومي.
قبل تدخل المنظمة الدولية للهجرة كانت العديد من هذه المرافق تواجه صعوبة في الاستمرار بتقديم خدماتها حيث اضطرت بعض العيادات إلى رفض استقبال المرضى بسبب نقص الأدوية الأساسية بينما عانت أخرى من نقص الكوادر الطبية إلى جانب تأثير الانقطاعات المتكررة للكهرباء على تقديم الرعاية.
ولقد أدى النزوح المستمر وتدفق أعداد جديدة من المهاجرين إلى تفاقم أزمة النظام الصحي. فمنذ بداية عام 2025 وصل إلى اليمن أكثر من 37,000 مهاجر، كثير منهم في حالة صحية متدهورة ويعانون من الجفاف وسوء التغذية والأمراض المزمنة غير المعالجة. ويواجه كل من المهاجرين والنازحين اليمنيين معوقات حقيقية تحول دون حصولهم على الرعاية الصحية بما في ذلك الفقر وعدم توفر الوثائق وحواجز اللغة والوصمة الاجتماعية.
تعد المرافق الصحية التي تدعمها المنظمة الدولية للهجرة المصدر الوحيد للرعاية الطبية المجانية بالنسبة للكثيرين حيث توفر علاج الأمراض القابلة للوقاية ورعاية آمنة للحوامل والتدخلات الجراحية العاجلة. ومع ذلك تواجه هذه العيادات ضغوطاً متزايدة بسبب محدودية الموارد البشرية والمستلزمات الطبية مما يصعّب عليها تلبية الطلب المتزايد مع استمرار تفاقم الأزمة في البلاد.
وبالإضافة إلى توفير المستلزمات الطبية تدعم المنظمة الدولية للهجرة العمليات اليومية في هذه المنشآت، من خلال تقديم الحوافز للعاملين في الخطوط الأمامية، وإجراء أعمال صيانة طفيفة، وتحديث البنية التحتية الحيوية. كما تركز الجهود بشكل خاص على تعزيز تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، عبر تركيب نقاط غسل اليدين، وتوفير مواد التنظيف، وتنظيم تدريبات للحد من خطر تفشي الأمراض.
ومن المتوقع أن تدعم الإمدادات الطبية المقدمة عبر هذه المبادرة عمل المرافق الصحية لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، كجزء من جهود أوسع تبذلها المنظمة الدولية للهجرة لتعزيز النظام الصحي في اليمن. غير انه مع استمرار انخفاض التمويل وتزايد الاحتياجات، يبقى من الضروري مواصلة الدعم لضمان استمرار العيادات في العمل وتمكينها من توفير الرعاية المنقذة للحياة لأولئك الذين هم في أشد الحاجة إليها.