انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة الحوادث الناجمة عن اشتراك الأطفال والمراهقين في تحديات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كان آخر هذه المآسي وفاة طفلة إيطالية، مختنقة في منزلها بجزيرة صقلية، جراء مشاركتها بتحدي التعتيم على "تيك توك"، إذ وضعت حزاماً حول رقبتها وحبست أنفاسها أثناء تسجيل فيديو على هاتفها، وهذا ما دفع الكثير من الآباء والأمهات إلى التساؤل عن كيفية حماية أطفالهم من مخاطر الهواتف المحمولة.

وللإجابة على هذا السؤال، قدمت أخصائية علم النفس السريري، ديني مينجيني، من مستشفى بامبينو جيسو Bambin Gesù للأطفال في روما، عددا من النائح للأهالي، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.

1-المنع ليس مفيداً دائماً
نحن نعلم، خاصة مع المراهقين، أن فرض الحظر يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، ولهذا السبب، فمن الأفضل، قبل شراء الهاتف المحمول، تقديم الشرح للأطفال والشباب عن قواعد وحدود استخدامه.

وأوضحت "مينجيني" أنه "يجب أن يكون الآب أو الأم، واضحين للغاية مع أبنائهم من البداية، فيما يخص ساعات الاستخدام، والحدود الزمنية، والقيام بإعداد أدوات الرقابة الأبوية، وتوضيح أن كل هذه الأمور هدفها حماية وليس التحكم بهم".

ورغم صعوبة اتباع الأبناء لبعض القواعد، مثل الحدود الزمنية، فإن طريقة المكافأة مقابل السلوك الصحيح، قد يكون خطوة فعالة.

كما يمكن تشجيعهم على احترام القواعد المفروضة، من خلال منحهم وقتاً إضافياً لاستخدام الهاتف.

2-دور الأب
في السنوات الأخيرة، أصبح الآباء والأمهات على حدٍ سواء يميلون إلى تكوين صداقات مع أبنائهم أكثر، وهي العادة التي وصفتها الطبيبة النفسية الإيطالية، بأنها ليست إيجابية وخاطئة في بعض المواقف.

تعتقد "مينجيني" أنه يجب أن يقوم أحد الوالدين بدور الوالد وليس الصديق، بالطبع يجب أن يرى الأطفال في الأب أو الأم شخصيات التقرب والترحيب والحماية، ولكن في الوقت نفسه، يجب أن يتولى أحدهما مهمة وضع الحدود والتدخل عند الضرورة.

كما أكدت الطبيبة النفسية على نقطة مهمة أخرى وهي، بما أن الوالدين هما غالباً ما يكونا قدوة لأطفالهم، لذا عندما يتعلق الأمر بالهواتف المحمولة، على سبيل المثال، لا يمكن أن نطلب من الأبناء عدم استخدام الهاتف على الطاولة إذا كان والديهما هم أول من يفعل ذلك، لذا من الضروري أن يكون الآباء والأمهات، مرجعاً صحيحاً لهم.

3- فحص هاتف الأطفال المحمول.. بين نعم ولا؟
"السيطرة واجبة"، ومن هنا ترى "مينجيني" أنه على الوالدين القيام بإعداد أدوات الرقابة، والتحقق بشكل دوري من أن السجل يتوافق مع المتفق عليه، وأيضاً من الحسابات التي يتفاعلون معها.

كما أكدت أن هذه القواعد من الضروري ألا تأتي بشكل مفاجئ، ولكن يتم الاتفاق عليها بداية من شراء الهاتف المحمول.

ومن الأساسي بنفس القدر أن يشرح الوالد لأطفاله سبب هذه القواعد وما المخاطر التي يمكن مواجهتها على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي.

ومن بين الأمور الهامة أيضاً التي أكدت عليها الطبيبة النفسية، هو أن الاستخدام غير المنضبط للهاتف المحمول، بالإضافة إلى احتمالية تسببها في تعرض الطفل للاحتيال، قد يتسبب أيضاً في تغير عاداته اليومية، على سبيل المثال، صعوبة في النوم والاستيقاظ في الصباح الباكر، وتناول الطعام بشكل أكبر أو أقل وفوق كل شيء سيكون الاتفعال الزائد.

4- عدم ترك الأبناء بمفردهم مطلقاً مع الهاتف المحمول
تستغرق قشرة الفص الجبهي (منطقة في الدماغ تجعلنا نقيم مخاطر عواقب أفعالنا) وقتاً للتطور، فنضج هذه المنطقة من الدماغ بطيء، وأحياناً يصل إلى 20 عاماً.

وبناءً على ذلك، لا ينبغي أن نندهش إذا كان العديد من الأطفال يتصرفون بتهور، ويخاطرون بالانزلاق والتورط في أمور مأساوية، فالأطفال والمراهقين، لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم ضعفاء.

يعتقد الأبناء أنهم لا يقهرون ولا يخشون إظهار ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكن دون القدرة على تقييم المخاطر يمكن أن تهدد حياتهم، ولهذا السبب فإن وجود شخص بالغ معهم، قاعدة إلزامية عند استخدامهم لهواتفهم الذكية.