صوت عدن/القاهرة/ خاص :

عقدت الهيئة العامة لمجموعة السلام العربي صباح اليوم الموافق 29 أبريل 2024 اجتماعها الثاني في جامعة الدول العربية والذي ينعقد على مدى يومين في 29-30 أبريل الجاري. ويأتي هذا الاجتماع امتدادا للاجتماع الأول الذي عقد في أكتوبر 2022.
في بداية الاجتماع رحب الرئيس علي ناصر رئيس مجموعة السلام العربي وأمينها العام المهندس سمير حباشنة بالحضور من الأعضاء والضيوف. وبعدها وقف الحاضرون وقفة حداد على أرواح شهداء غزة وشهداء الأمة العربية. وقد ألقى معالي الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، الدكتور سعيد أبو علي كلمة باسم الأمين العام عبر فيها عن دعم جامعة الدول العربية لجهود مجموعة السلام العربي في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة بنشر ثقافة السلام في الدول العربية.
وجرى خلال الاجتماع تكريم الرئيس علي ناصر ومعالي الأمين العام سمير حباشنة بأوسمة السلام من قبل كل من الأستاذ خالد الطشي رئيس منظمة السلام اليمني الدولية في هولندا والأستاذ موسى أبو جليل الرئيس التنفيذي لمنظمة الصداقة العربية الأفريقية.
       
وكان الرئيس علي ناصر قد القى كلمة في افتتاح الاجتماع جاء فيها مايلي:
 الأخوات والأخوة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نرحب بكم اليوم في بيت العرب في الاجتماع الثاني لمجموعة السلام العربي، ونغتنم هذه الفرصة لنتوجه بالشكر للجامعة العربية وأمينها العام معالي السيد احمد أبو الغيط على اهتمامه ورعايته لاجتماعات مجموعة السلام ودعمها سياسياً منذ تأسيسها في أكتوبر 2022 كما نوجه الشكر الجزيل لسعادة السفير حسام زكي على تعاونه ودعمه لنشاط المجموعة منذ تأسيسها وحتى اليوم كما نرحب بمعالي الأمين العام المساعد للجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي.

الأخوات والأخوة:
  اجتماعنا اليوم هو امتداد للاجتماع التأسيسي في أكتوبر 2022، بعد مرور عامين على تأسيس مجموعة السلام العربي. وخلال هذين العامين جرت أحداث وتطورات على الساحة العربية ، و كان أهمها ما شهدته الساحة الفلسطينية،  والمتمثل في الحدث الأهم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 الذي أعاد للقضية الفلسطينية روحها و حضورها على المستويين العربي والدولي بفضل صمود الشعب الفلسطيني في غزة والمدن الفلسطينية في وجه حرب الإبادة والتجويع والتدمير التي تعرض ولازال يتعرض لها على يد العدو الصهيوني وداعميه، في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي حتى وان ارتفعت بعض الأصوات لكنها لم تكن بمستوى ما تعرض له الشعب في غزة من حرب إبادة كما أن الفعل كان دون مستوى الحدث الكبير وحرب والتدمير والتجويع والتهجير التي تعرضت ولاتزال تتعرض لها غزة وأبناؤها على مدى 206 أيام أي ما يقارب من سبعة أشهر، ضحت خلالها ب33000 شهيد واكثر من 76000 جريح دفاعاً عن القضية الفلسطينية والأمة العربية والمقدسات ،وهذه التضحيات تذكرنا بثورة المليون شهيد في الجزائر التي تحررت من الاحتلال الفرنسي بعد احتلال دام اكثر من 130 عاما لكن  الجزائر انتصرت في الأخير بإرادة أبنائها ودعم مصر عبد الناصر لهذه الثورة منذ بدايتها وحتى انتصارها، كما تضامنت معها الشعوب العربية ونقابات العمال و حركات التحرر العربية والأفريقية والعالمية آنذاك ،  ولا يساورنا أدنى شك  بأن الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ 75 عاماً ضد الاحتلال الاستيطاني لأرضه سينتصر كما انتصرت الشعوب التي كانت تحت نير الاحتلال الأجنبي والأنظمة العنصرية، وخير مثال على ذلك  انتصار شعب جنوب أفريقيا بقيادة الزعيم نيلسون مانديلا على العنصرية. 
وكما رأينا أيها الأخوات والأخوة فإن جنوب إفريقيا أول من طالبت بمحاكمة إسرائيل على حرب الإبادة والتجويع في الشكوى التي تقدمت بها الى محكمة العدل الدولية في لاهاي في ديسمبر العام الماضي، وجرت محاكمة إسرائيل لأول مرة في التاريخ منذ زرع هذا الكيان العنصري في قلب الوطن العربي..

    الأخوات والأخوة:
 باسم مجموعة السلام العربي نحيي شعوب العالم التي تضامنت مع غزة والمدن الفلسطينية وخرجت في مسيرات تضامنية في 200 مدينة حول العالم وفي أهم الجامعات الأميركية وغيرها للمطالبة بوقف الحرب وقيام الدولة الفلسطينية. 
ويجب أن نعترف بأن مواقف الدول العربية كانت دون مستوى الكارثة وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، لهذا نناشد الدول العربية أن تستخدم كل إمكانياتها السياسية والاقتصادية بوقف الحرب على غزة كما وقف جلالة الملك فيصل والشيخ زايد بن سلطان رحمهما الله في حرب 1973 الى جانب مصر وسورية حيث استخدما سلاح النفط لوقف الحرب. كما يجب أن نعترف ايضا أن نشاط مجموعة السلام العربي كان دون مستوى التطلعات التي كانت تعقدها شعوبنا العربية وشعبنا الفلسطيني على مجموعتنا، ولهذا فإننا نؤكد على ضرورة تفعيل نشاط مجموعة السلام العربي في الفترة القادمة بوضع خطة عمل وتنفيذها ولا نكتفي بإصدار البيانات والتصريحات وحدها.
  أيها الأخوات والأخوة..
  من بين ما سيناقشه اجتماعنا إنشاء لجنة الشباب العربي التي نأمل أن تكون رديفاً لنشاط مجموعة السلام العربي لما يمتلكه الشباب من طاقات وحيوية وروح عمل وتجديد،
لهذا نؤكد على دعم لجنة الشباب العربي لأنهم سيكونون عنصرا فعالاً لنشاط مجموعة السلام العربي. والمطلوب من أعضاء مجموعة السلام العربي ترشيح عدد من الشباب من بلدانهم للانضمام لهذه اللجنة.

الأخوات والأخوة:
ينعقد هذا الاجتماع في ظل تطورات خطيرة وانقسامات عديدة وحرب مدمرة في السودان وما يجري فيه اليوم هو اخطر من كل الصراعات والانقلابات التي مر بها السودان فقد جرى تقسيم الجيش ومؤسسات الدولة والنسيج الاجتماعي لهذا البلد الشقيق والعزيز علينا، وما يجري في السودان اليوم لا يختلف عما جرى في الصومال وسورية واليمن والعراق ولبنان وليبيا وغيرها من الدول والشعوب العربية، فالأمة العربية تتعرض لمؤامرة كبرى، وتدفع ثمن موقعها  الاستراتيجي بما يملكه من ثروات هائلة وممرات استراتيجية وأماكن مقدسة الذي طالما كان هدفا للغزاة والطغاة عبر التاريخ والذي تحول الى ساحة للاحتلال والصراع والحروب وانهاك شعوبنا وقواتها المسلحة لصالح أعداء الأمة العربية والقضية الفلسطينية.
في الختام..
باسمي وباسم مجموعة السلام العربي نحيي مصر شعبا وحكومة وقيادة برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواقفهم القومية من القضية الفلسطينية وهذا الموقف ليس غريبا على مصر ومواقفها القومية من قضايا الأمة وفي المقدمة القضية الفلسطينية، والتي قدمت في سبيل نصرتها التضحيات الغالية.. وهو امتداد طبيعي لموقف مصر عبد الناصر الذي انتقل الى الرفيق الأعلى بعد قمة القاهرة التي عقدت من أجل فلسطين وفارق الحياة بعد ساعات من انتهاء أعمال القمة العربية في القاهرة 28 سبتمبر 1970 ومن توديع أمير الكويت رحمهما الله. 
أتمنى التوفيق والنجاح لهذا الاجتماع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته