الأستاذة منى البان .. في اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالبشر : أطفال اليمن يُباعون إلى الحرب بصمت دولي
صوت عدن / خاص
نشرت الناشطة المجتمعية الأستاذة منى على سالم البان مقالا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإتجار بالبشر اكدت فيه أن أطفال اليمن يُباعون إلى الحرب بصمت دولي .. فيما يلي نص المقالة:
في 30 يوليو من كل عام يقف العالم ليُدين جريمة الاتجار بالبشر، تلك الجريمة التي تنتهك الكرامة وتحطم براءة الطفولة.
لكن في اليمن هذه الجريمة ليست قصة موسمية تُروى بل واقعا يوميا يعيشه آلاف الأطفال الذين يُستغلون في أسوأ أشكال العبودية الحديثة تجنيد الأطفال في النزاع المسلح.
منذ اندلاع الحرب في اليمن تفاقمت ظاهرة تجنيد الأطفال بشكل خطير لتتحول إلى نمط ممنهج من الاتجار بالبشر تُمارسه أطراف متعددة في الصراع.
🔹 تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة عام 2024م أكد استمرار تجنيد الأطفال في الجبهات من قِبل جماعات مسلحة ، وأشار إلى أن بعض الأطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.
🔹 تقارير "هيومن رايتس ووتش" و"اليونيسيف" :
تم توثيق أكثر من 4,000 حالة تجنيد لأطفال بين عامي 2015 و2022 مع ترجيح أن الرقم الفعلي أكبر بكثير بسبب صعوبة الوصول للمناطق المتضررة.
نحو 40% من المجندين هم دون سن الـ15 وهو ما يعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
🔹 المركز اليمني لحقوق الإنسان 2023م رصد ما يزيد عن 1,300 حالة استغلال جنسي واتجار بالأطفال في مناطق مختلفة تشمل أعمال شاقة وزواج قسري وتسول منظم.
تجنيد الأطفال : وجه صارخ للاتجار بالبشر
التجنيد القسري للأطفال لا يقل بشاعة عن بيعهم في الأسواق.
في اليمن ، يُسلَّم الطفل بندقية بدل الحقيبة، ويُلقَّن شعارات الحرب بدل الحروف ، ويُلقى في ساحات الموت قبل أن يعرف معنى الحياة.
كثير من هؤلاء الأطفال يتم اختطافهم أو استدراجهم بوعود كاذبة و يخضعون لغسل دماغ عقائدي أو سياسي ثم يُجبرون على القتال أو التجسس أو العمل كحمَلة ذخيرة والنتيجة طفل محطم نفسيًا ، مشوّه بدنيًا ، منهوب الطفولة ، لا دولة تحميه ولا قانون يحاسِب من باعه.
بيئة خصبة للجريمة.
الفقر ، الجهل ، الانهيار التعليمي غياب العدالة كلها عوامل فتحت الباب أمام الاستغلال الممنهج للأطفال في اليمن.
في بعض الحالات يُقدَّم للأسرة مبلغ مالي زهيد أو تُهدَّد بالفقر والجوع ليقبلوا بتجنيد ابنهم.
هذا ليس فقط استغلالًا ، إنه اتجار بالبشر وفق تعريف بروتوكول باليرمو الدولي.
العالم يتفرّج ، والطفولة تُباد
رغم تكرار تقارير الإدانة ، لم يُتخذ أي إجراء رادع ضد الأطراف التي تجند الأطفال أو تتاجر بهم.
الأمم المتحدة شطبت بعض الجهات من "قائمة العار" رغم استمرار الانتهاكات مما شكّل سابقة خطيرة ومخيبة للآمال.
الصمت الدولي وعدم مساءلة الجناة ، شراكة غير معلنة في الجريمة.
نداء في هذا اليوم العالمي📣
نكتب اليوم لا لنُسجل موقفًا بل لندق ناقوس الخطر :
تجنيد الأطفال = اتجار بالبشر
بيع الطفولة للحرب = جريمة حرب
الصمت = تواطؤ
في اليمن، يُباع الطفل لا في سوق ، بل في جبهة.
ويُقتل لا بسكين ، بل بإهمال الضمير الإنساني.
وفي هذا اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر
نقول للعالم : أطفال اليمن ليسوا أرقامًا ، بل قضايا معلقة بعدالة غائبة.
في اليمن…
لا تُنهب الثروات فقط بل تُنهب أرواح الأبرياء
وفي مقدمتهم : أطفال لا يعرفون لماذا يحملون السلاح ؟ ، فقط لأن أحدًا باعهم بإسم الوطن.