صوت عدن/ وكالات : 

بعد الإعلان عن إقرار مجلس الأمن الدولي لخطة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الوضع في غزة، اتجهت الأنظار نحو العاصمة اليمنية صنعاء، وبدأ الجميع يتحسس ردود فعل أنصار الله على تلك الخطة التي رفضتها غالبية الفصائل الفلسطينية واعتبرتها تنفيذا فعليا لمخططات واشنطن وتل أبيب في المنطقة
ماذا بعد موافقة مجلس الأمن على خطة ترامب التي يرى البعض أن تزيد الأزمة تعقيدا ولا تضع حلا يساهم في تهدئة الأوضاع بصورة مستدامة .. هل تعلن أنصار الله انتهاء دورها المساند لغزة؟
بداية يقول اللواء عبدالله الجفري، عضو مجلس الشورى في العاصمة اليمنية صنعاء: "نحن نعرف أن مجلس الأمن والأمم المتحدة وكل الهيئات والمؤسسات الدولية تخضع لمشروع عالمي معروف، ونحرك الولايات المتحدة الأمريكية تلك المؤسسات".
الخداع السياسي
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل اليوم بشكل مباشر في الأزمة الحالية بعد أن شعر الكيان الإسرائيلي بفشل ذريع لأنه لم يستطيع تحقيق أي من الأهداف التي كان يسعى إليها ومارس الكثير من الضغوط والخداع السياسي عبر سلطات دولية وأساليب مختلفة، نتيجة الفشل العسكري الذي منيت به إسرائيل اضطرت إلى الخضوع لتلك المبادرة التي تقدم بها ترامب".
وتابع الجفري: "يحاول الرئيس الأمريكي من خلال تلك المبادرة التي وافق عليها مجلس الأمن تدويل القضية وشيطنة الأمور وإيجاد ذرائع تحت قرار مجلس الأمن، اليوم يريد أن يظهر للعالم أجمع أنه مع إسرائيل وفي نفس الوقت يريد وقف الهجمات التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية من صنعاء والتي تعلن مساندتها على الدوام لمظلومية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حتى استكمال كل بنود تلك المبادرة".
وأشار عضو شورى صنعاء، "أن كيان الاحتلال يتماطل في تنفيذ الحلول والتهدئة ويتمرد على تحقيق بعض البنود في ظل ضوء أخضر من الجانب الأمريكي، وأعود وأكرر أن قرار ترامب الذي تبناه مجلس الأمن بشأن غزة يريد من خلاله حشد أكبر قدر من القوى الدولية بعد أن فشل في مواجهة القوة اليمنية التي استهدفت سفنه وبوارجه وحاملات طائراته، وخرج من تلك الورطة بوساطة إقليمية".
المواجهة الحتمية
وأوضح: "اليوم يحاول شيطنة المنطقة وتجييش كل دول العالم ليس ضد غزة فقط وإنما ضد اليمن الذي استطاع خلال طوفان الأقصى أن يقزم أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال في إسرائيل وأفشل كل مساعيهم، لذا هم يحاولون اليوم إيجاد تحالف جديد ربما ينجح في تحقيق ما فشلت فيه تحالفاتهم السابقة في البحر الأحمر وغيره، هم يحاول الاستحواذ والسيطرة على المنطقة لتنفيذ مشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد من الفرات حتى النيل".
ونوه الجفري، "إلى أن هناك تصريح قبل أيام للرئيس الأمريكي ترامب يقول فيه "إنه يريد منطقة خالية من الديانات"، هذا يعني أن الحرب التي تدور اليوم هى عقائدية بين الحق والباطل".
ولفت الجفري إلى أن "ما أكد عليه قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، أن ما جرى مع إسرائيل ما هو إلا جولة واحدة وأن المواجهة قادمة مع إسرائيل بشكل (حتمي) حتى تحقيق التحرير والاستقلال وهو الهدف الإستراتيجي من أهداف ثورة 21 من سبتمبر/أيلول لا رجوع عنه، بالتالي نحن مستمرون وأيدينا على الزناد في مواجهة كيان الاحتلال وكل من يدعمه ويقف خلفه ويسانده، نحن جاهزون لتلك المعركة".
خطة ترامب
من جانبه، يقول عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله اليمنية، محمد البخيتي: "إن دور اليمن لن ينته بخصوص القضية الفلسطينية إلا بتحرير الأراضي الفلسطينية من النهر إلى البحر، لكن في تلك المرحلة هدفنا الفرعي هو منع تكرار جرائم الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عن صنعاء".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "فيما يتعلق بخطة ترامب في غزة والتي أقرها مجلس الأمن الدولي هى ليست حلا للوضع الراهن، إنما هى مشكلة جديدة في الأراضي المحتلة، لأن فلسطين تعاني اليوم من الاحتلال الإسرائيلي، ويريدون من خلال خطة ترامب فرض الوصاية الأجنبية الخارجية على غزة التي استعادت سيادتها واستقلالها ولو بشكل جزئي بعد خوضها صراع طويل مع دولة الاحتلال وتقديمه الكثير من التضحيات".
وأشار البخيتي إلى أنه من الواضح أن "هدف خطة ترامب هو التغطية على المكاسب التي تحققت بفعل نضال الشعب الفلسطيني خلال السنوات الماضية، نحن نؤكد من جديد لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل أن نقض الاتفاق وعودة جرائم الإبادة والحصار ضد الشعب الفلسطيني، فإننا سوف لن نتردد في مواجهة ذلك، لذا عليهم الالتزام بتنفيذ كامل شروط الاتفاق، هذا موقف لن نتراجع عنه وقد أعلناه من البداية".
جاهزون للمواجهة
وأوضح البخيتي: "أن الكرة الآن في الملعب الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، فإذا ما عاودت إسرائيل جرائمها في غزة واستمرار فرض حصار خانق عليها، هذا يعني عودتنا إلى العمليات العسكرية ضد الكيان لمساندة إخواننا في غزة، كذلك الأمر بالنسبة للانتهاكات التي تمارسها إسرائيل أيضا في لبنان وسوريا والتي قد تؤدي أيضا إلى تفجير الأوضاع من جديد".