طوبى لك ياملك الموت ، و أنت تمر كرمشة عين على سحب أيامنا المملؤة بالألم والوجع . 
و عن كل رمشة تخُبىء من نحبهم و نحبهن في بؤبؤ المجهول ، حيث نحلم نحن البسطاء بأننا سنرزق  بالجنة ، فتغدو أنت أدنى و أعلى أمنياتنا عوضاً عن طاحونة الحياة التي لاتشبهها حياة أحد على سطح هذه الأرض وفي كل هذه الأوطان . 
و هأنت برمشة لم تكتمل أغمضت عينك على أحلى وأجمل إبتسامة عدنية  ، غطت مساحة التعذيب التي أرغمونا على العيش فيها ، غِبطة وفرح ، وتركت المجرم والقاتل والجلاد والفاسد و الحاقد و الواشي و آكل الحرام و كل الفاسدين في السلطة ، و أخترت رائد بسمة آلمنا الذي لم يشعر به هؤلاء النزلاء في فنادق الرياض و أبوظبي ودبي و معاشيق و ڤلل وشقق القاهرة و أنقرة وأسطنبول... وهم كُثر زائفون ، انهم أولئك الساخرون من مشاعرنا  و المتلحفون من عرينا و المتسولون باسمائنا و المرتزقون من فقرنا و الشامتون باوجاعنا و الشابعون من جوعنا ، و السارقون حياتنا و أفراحنا و سعادتنا ، و أن كانت زائفة فأنهم يستكثرونها علينا و حين يصيبنا البؤس يستثمرون نكدنا وضيقنا وضجرنا  و يأسنا . 
هاهم يعزونا فيك ،،، آه ما أقسى حين يكون القاتل هو المُعزي ، و الأوقح  من ذاك أنهم يعزون عدن بوفاتك ، عدن التي وسدتها قلبك يارائد فأتعبته ، و لم تهن عليك فهانت  ،  أنهم يعزونها فيك وهم من إغتصبها و نحر .
خبر الله عنهم يارائد ،  و عمّ فعلوا بنا ويفعلون ، أشكو بثنا  وحزننا إلى الله معك و أملأ صحائف السماء ، عما أقترفوه بحقنا وأن لم تكفي وهي لن تكفي ، لا تكل ،  فقل للّه قد تولى أمورنا مجرمون .  
 وانت تعلم بأنهم  سيمنحونك  بأفواهم المتملقه ، و يقفون  بأرجلهم المثقلة بالخطيئة فوق أرض مشبعة بدماء ضحاياهم ، نياشين و أوسمة السلام والمحبة، والصدق، والطهر، والوفاء، سيقولون : كان رائع ، مبدعا ، عظيم اغتاله الموت في غلس و عز الشباب . 
   هاهم يبعثون في رحيلك برقيات عزاء كثيرة ، ومن المال العام أيضا ، فأنهموا كانوا في حزن ، لكان حزنهم عليك وعلينا تجلى في غرس غصن سلام على صدر الحبيبة عدن ، ومنحوها مساحة من عشب أخضر تُبنى عليه دور مسرح وسينما ، و على ركنه مروج ورد وزهر لمزوالة كل الفنون . 
و أستبدلوها جميعا عن نقاط العسكر وبطش العسكر وسلاح العسكر و نهب العسكر و معسكرات العسكر و قادة العسكر و داعمي العسكر ، لأضحت عدن كروحك الطاهرة حلاوة سكر 
نم بسلام ياحبيبي ، فقلمي كقلبي ينزف دمعاً ...
و لاتنسى أن تخبر الله عنهم . ّ