اطفات السبعين . احسست ان روحي تنسل مني ، تنطفيء مع رائحة الشموع . صعدتني ابتسامات ، قبلات اولادي واحفادي ، فلم تترك لي الخيار لأفسد عليهم هذه اللحظة المجبولة بفرحهم . لكن ابتسامتي كانت بدون معنى ..وجه سبعيني اتلف الزمن بذور شبابه منذ سنوات بعيدة ، ويندفع بقوة إلى حيث الأجساد المندثرة : هل اطفأت الشموع ، ام اطفأت عمري ؟!
  قبلات الأولاد ، والأحفاد اشعر بها لهيبا في وجنتي ، اول مرة اكتشف ان لافرق بين القبلة والصفعة ، سوى الألم الذي تسببه الاخيرة . جففت عرقي بمنديل ورقي ، ومعه آثار القبلات / الصفعات .
  في تلك الليلة ، وقبلها تلقت السبعون عشرات الصفعات ، ولكل منها الم القبلة ! 
  جرجرت السبعين إلى غرفتي ، وانزويت بها حتى لايرى اولادي واحفادي دموعي . اول عيد ميلاد ابكي فيه . ابي لم يكن يحتفل بعيد ميلاده ، ولا باعياد ميلاد اولاده ، اواحفاده . ربما انه لم يكن يرى ضرورة لذلك ، او كان يراه بدعة . لكنه ابدا لم يحتفل ، ولم يقل ، ونحن لم نسأله . اول عيد ميلاد احتفلت به ، كان بعد ان انجبنا اول ابنة، ومنذ ذلك صارت اعياد الميلاد عادة لاتتوقف في بيتنا..
  لحقتني ابنتي الصغرى ، الوحيدة التي تحس بي ، قالت : 
  - لاتبدو سعيدا !  
  حضنتها، قلت لها ، وانا لازلت امسح دموعي : 
 - انها دموع الفرح .. ماكنت اظن انني سأعيش كل هذا العمر واراكم ناجحين .
  - بعيد الشر ! 
  قالت ، لكنها لم تكن مصدقة . وحتى لاابدد فرحها ، وفرحهم عدت معها الى حيث يطفئون السبعين .
  كانوا يتمنون لي عمرا مديدا واياما سعيدة ...
  -