هذا الصباح فقدنا واحدا من اسرتنا العزيزة ، حزنا عليه جميعا ، وبكينا لفقده ، لكن عبيري كانت اكثررررنا حزنا وبكاءا عليه ، كيف لا وليانا واحد منا منذ احدعشر سنة خلت ، مذ دخل بيتناوعمره شهران تقريبا . فصرنا نعامله ونهتم به حتى صار طفل البيت المدلل. عبيري هي من أطلقت عليه اسمه ( ليانا ) إعتقادا منها انها أنثى،  وحتى بعد ان أكد لها الطبيب انه ذكر لم تغير إسمه ، وكان قد اعتاد عليه فلم يكن يستجيب لأي إسم آخر رغم أننا اطلقنا عليه عدة مسميات ذكورية!!!
 ليانا .. فيركض باتجاهنا ، يجلس معنا على المائدة،  وينام معنا على السرير ، ويقضي حاجته في الحمام كما علمته عبير . اعتبرته ابنها وهي امه ! 
   لعب الغميضان مع حفيدي بودي ، واحيانا كرة القدم ، ذهب معنا للسياحة في الإسكندرية،  وانتقل معنا إلى فنادق وشقق حين يكون هناك ترميم في شقتنا، او انقطاع للمياه . وحين صار رب اسرة أنجب نسلا يشبهه كثيرا ، فكان لاياكل حتى ياكل صغاره ، وياثرهم على نفسه كأي اب !!
   في الايام الأخيرة اصيب بمرض في الكليتين لم يتعاف منه رغم ان عبيري وسالي عرضنه على عدة أطباء كتبوا له عدة أدوية، وحقنوه بالحقن ، لكنه في الاخير استسلم للنهاية المحتومة رغم انه قاوم كثيرا ، وتألم كثيرا ، ومع كل ألم كانت عبيري تتألم وتشعر بالعجز امام إرادة الموت ، وحين اسلم الروح اخيرا بكت ابنها الاثير ليانا كما تبكي كل ام على وحيدها.. نفق بين يديها وعلى فراشها حيث كانت ترعاه في ايامه الأخيرة ، وتقتات الحزن والألم .....
  سنفتقد ليانا كثيرا .. هنا كان يلعب مذ كان صغيرا .. هنا على ذلك المقعد كان يغفو ويقضي قيلولته ،، من  البلكون كان يراقب الطيور ويستمع إلى زقزقة العصافير في الصباحات الباكرة.. كان يملأ البيت حسا وحركة .. كان طفلنا الاثير المدلل منا ومن عبيري اكثر .. سنفتقده ونفتقد كل شيء يذكرنا به .. كان صديقي ، وكان يحبني كثيرا ، ويحسسني بهذا الحب في وقت لم يعد لهم وجود الا نادرا ..

   الوداع ليانا ايها القط الوفي الذي تشبه في وفائك وفاء الكلاب ...
  الوداع ايها الصديق النبيل .