سوف أتحدث في هذا المقال من واقع تجربتي الفنية التي تجاوزت (أكثر من أربعة عقود من الزمن) حول مفهوم إشكالية الثقافة والسياسة حديث  عميق من القلب بعيداً عن الإنتماءات الحزبية لصالح الوطن الحبيب ،

 للأسف وفي واقع الأمر لم نستطيع تغيير مفهوم (الثقافة) بصورة عامة وأهمية دورها في بناء الوطن المكلوم والجريح النازف وذلك بسبب تعميم ثقافة الجهل والتسطيح بصورة عامة مع سبق الإصرار والترصد ..؟!

 الثقافة تحتاح الى (ثورة حقيقية ومساحة كبيرة من حرية التعبير) لكي تتعافى ويستقيم عودها بشكل مستقيم وسوي يعبر عن مضامينها الإجتماعية .. الروحية .. الأخلاقية .. والإنسانية ..

ومن العيب ان (يستخدم المثقف) تحت وطأة الظروف الإقتصادية والمادية ويتحول الى مجرد بوق ومطبل لمزاج السلطة والسياسة من خلال تقديم حفلات فنية فارغة المحتوى والمضمون بطريقة اللهو والإرتجال والعبث والتكرار الممل الخالي من الإبتكار والخلق والإبداع هذا الكلام  كتبته من زمان ومنذ ردحاً من الزمن ولم يستمع اليه أحد  لان الكل يبحث لاهثاً عن جمع  الأموال بغير موضعها الصحيح وعن ذاته في الإستحواذ على مقاليد وكرسي السلطة   ..؟!

والحقيقة أن الواقع منذ سنوات ينحني الى هاوية السقوط والإسفاف والتخبط وفقدان الهوية الحقيقية لماهية ودور ومضمون أهمية (رسالة الثقافة) والدور الذي ينبغي أن يطلع به المثقفون والمبدعون للاسهام بالارتقاء بالمجتمع والنهوض به من كبوته التي نعاني منها منذ سنوات طويلة جداً ..؟!

الثقافة ليست حفلة فنية مكررة باهثة للتسلية واللهو  عديمة الجدوى  والمضمون ولاتواكب الأحداث والمستجدات ومعاناة الوطن ..؟!

 الثقافة علم ومنهاج وتدريب وإستدعاء للكوادر الخبيرة صاحبة التجارب الإبداعية والإنسانية ..؟!

 ورغم قناعاتي بكل ذلك أحاول جاهداً العمل بكل تواضع وصمت من خلال كتاباتي النقدية والحاني الخاصة وفق قناعاتي وخبراتي وليس تحت مظلة أي حزب سياسي إلا عشق الوطن الحبيب الغالي ..

والحقيقة لولا ذلك لكنت أثرت وفضلت الصمت والسكوت في زمن مقفر متصحر وفي ظل طوفان الدجل والنفاق والتزلف والفساد والجهل والتسطيح والولاءات والإنتماءات الجهوية والحزبية والقبلية التي لم نجني ونحصد منها الى مزيد من التخلف والتراجع والسقوط والتسطيح الفني والإبداعي في واقعنا الثقافي المنظور والمشهود ..

الى كل من يهمه الأمر يكفي صمت ومجاملات وفوضى ووساطات الثقافة والإبداع مقياس رقي حضارات الأمم والشعوب ..

 فالوطن يحتاج الى حراك وثورة فنية ثقافية وإبداعية ..؟!

والله من وراء القصد ..!