قام أحد الأصدقاء مشكوراً بإرسال الفيديو الذي تم به حفل باريس مؤخراً والحقيقة لاأعلم إن كان ماأرسل اللي من فيديو هو ماأحتواه الحفل كاملاً او جزء من مجريات وقائع حفل باريس الاوركسترالي للتراث اليمني الذي تناولت ماتضمنه فنياً بكل شفافية ومصداقية ووضوح وخالي من المجاملات وعلى درجة عالية من الأمانة والمسؤولية . 
لقد شاهدت الحفل الأوركسترالي للتراث اليمني الذي أقيم في القاهرة وملاحظاتي تكمن في أساسيات إختيار نماذج فقرات الحفل سوءً كان الحفل الذي أقيم في القاهرة أو في باريس ..

 الحقيقة المطلقة لم يتم الإختيار المناسب للأعمال الفنية الراقية الساحرة في اليمن الأكثر جمالاً وعمقاً ونضوجاً وأصالة وتظهر خصوصية الفن اليمني بصورة جلية وطبيعة التعدد الفني الثري في خارطة وجغرافية الوطن الحبيب ..

 للأسف صدمت وأنا أستمع وأشاهد تقديم الفن اليمني ويترك بكل تلاوينه ومقاماته والوانه الباذخة الساحرة ويختزل على إرتكاز أغنية (صبوحة خطبها نصيب وغيرها) كمقدمة تتصدر المشهد الأوركسترالي والتصفيق  في الأوكسترا الموسيقية الضخمة التي من أهم مميزاتها مفقودة وذلك في أعطاء الأغاني والجمل الموسيقية التراثية اليمنية أبعاداً جمالية هارمونية أضافية تحاكي التراث بإشتغال جديد يتكئ على الأصالة ويحلق في فضاءات الحداثة والمعاصرة مخاطباً لغة الكون الموسيقية التي يرتكز قوامها ويستقيم على التعبير المجرد من الاغاني المتداولة ..

 لدينا في اليمن مؤلفات موسيقية ومقطوعات مستقلة  في قمةالجمال للموسيقار أحمد قاسم وكذلك لرافد الاصالة والمعاصرة المرشدي ومعجم الغناء اليمني محمد سعد عبدالله والموسيقار جميل غانم والأمير أحمد فضل  القمندان وفضل محمد اللحجي الدكتور عبدالرب ادريس والعمالقة أسكندر ثابت وأيوب طارش لم تتطرق اليها الفرقة الاوكسترالية في حفل باريس ويؤسفني أن لاتوظف كل هذه الالات الموسيقية في خدمة مساقات ومسارات نغمية مغايرة عن العزف القديم البدائي الذي كان  يفترض أن تأتي الاوكسترا للتراث اليمني من رحم وعراقة الإبداع اليمني العريق بل ومن الضرورة ان تضفي اليه روحاً جديدة ليست تقليدية لمواكبة روح وتقنيات لغة العصر الموسيقية التعبيرية الكونية ..

 الحقيقة ماشاهدته عمل نمطي يفتقد للإبتكار في تطوير ونشر التراث اليمني المتجذر في عمق الحضارة والإصالة من أجل نشره عالمياً  وكل مافي الأمر فرقعة إعلامية تخلو من إبراز التراث اليمني العظيم بكل مفرداته المقامية والايقاعية وطقوسه ومناخاته وتضاريسه ، وكل ماسمعته وشاهدته لم يكن مطلقاً النتاج المطلوب والمرجو الوصول اليه مطلقاً ..

 ولكني أود قول كلمة مجردة ومن القلب اقولها بإختصار تختزل ماأنابصدده في هذا التوصيف الفني يتمحور في هذه العبارة (غلبت وتفوقت وأبهرت التحضيرات والإمكانيات التقنية والمادية عن ضآلة ونمطية المضمون وقيمة ماتم تقديمه من أوركسترا التراث اليمني) الذي تحتاج لعبقرية خلاقة تمزج الماضي بالحاضر والأصالة بالمعاصرة) دون ان تفقدها الهوية والمذاق والعمق الفني الإبداعي التاريخي ..

ختاماً :

يتضح جلياً أن الحفل الباريسي رصدت له ميزانيات ومليارات ومبلغ طائلة ..؟!

بس أفتحوا قناة عدن الفضائية وإذاعة عدن وخلونا من الفرقعات الإعلامية الكذابة والأموال الطائلة التي تهدر والمعجونة بإتساخات السياسة التي أفسدت كل شيئ جميل وبديع في حياتنا ..؟!