مر أكثر من مئة يوم منذ ان بدأت اسرائيل حربها الهمجية ضد قطاع غزة  مستخدمة كل انواع الأسلحة الثقيلة من قذائف الطائرات والمدفعية ودانات الدبابات وحتى الأسلحة المحرمة دوليا.رغم ذلك لم تحقق اسرائيل أيا من اهدافها المعلنة المتمثلة في استعادة المحتجزين الاسرائيليين والقضاء على حماس وهي مستمرة في ارتكاب المجازر والتطهير العرقي في كل انحاء غزة إضافة الى قصف المنشآت المدنية من مساجد ومدارس ومستشفيات بعد ان كانت قد قصفت البيوت والبنايات السكنية واسقطتها على رءوس ساكنيها. وقبل ذلك كانت اسرائيل قد عمدت الى قطع المياه والأكل والدواء والوقود عن سكان قطاع غزة في محاولة منها دفع السكان نحو سيناء للتخلص منهم نهائيا لكن خطتها هذه فشلت فشلا ذريعا امام صمود سكان قطاع غزة وتشبثهم بأرضهم التي اصبحت غير صالحة للسكن بعد ان انعدمت مقومات الحياة فيها .......
                      (2)
هذه الحرب الظالمة التي تقودها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا. وكلها دول استعمارية سابقة، ايقظت ضمير شعوب العالم الذي هب مستنكرا هذه الحرب ومطالبا بايقافها فورا،ووقف المتظاهرون في كل مكان وخصوصا في الولايات المتحدة ودول اوروبا ضد تدخلات بلدانهم الى جانب اسرائيل ما اجبر هذه  البلدان اوبعضها لتغيير سياساتهاومواقفها
 ولو بشكل جزئي تحت ضغط الرأي العام في هذه البلدان،،،، 
                        (3)
 في الداخل الإسرائيلي تراكمت المشاكل والأزمات وزادت الأمورتعقيدا على كافة الاصعدة،،فإلى جانب الخسائرالاقتصادية المباشرة بعد توقف الانتاج والسياحة والانشطة المالية المختلفة تعمقت المشاكل السياسية وحالات عدم الثقة داخل الدوائر السياسية والعسكرية، وحتى داخل الحكومة المصغرة ومجلس الحرب وبدأ كل طرف يكيل اللوم للطرف الآخر محملا اياه نتيجة الفشل في اسوأ فشل وصلت له اسرائيل منذ انشائها،،،
 وظهرت بعض الأصوات حتى من داخل الحكومة المصغرة تدعو الى التحلى ببعض الشجاعة لعقد صفقة مع حماس والفصائل الاخرى من اجل انقاذ المحتجزين لديها بدلا من الاستمرار الاعمى في الحرب بدون خطة او هدف واضحين بعد اقتناعهم باستحالة القضاء على حماس او استعاده المحتجزين عن طريق الحرب بعد ان اصبحوا عرضة لقصف الطيران او نيران جنود اسرائيل المباشرة ،الامر الذي ادى لوفاة البعض منهم،،،
                         (4)
   قامت جمهورية جنوب افريقيا بأتهام اسرائيل لدى محكمة العدل الدوليه في لاهاي بارتكاب التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني . وبالاستعانة بأفضل خبراء القانون في العالم وخبرائها القانونيين قدمت جنوب افريقيا ملفا متكاملا مكونا من 84 صفحةللمحكمة.
عقدت محكمة العدل جلستين للبت في القضية،ففي اليوم الأول استمعت لأتهام جنوب افريقيا لاسرائيل بارتكاب التطهير العرقي ضد سكان غزة وقد كان اتهاما قويا تدعمه الادلة والبراهين ولم يغفل النية والفعل لدى الاسرائيليين في ارتكابهم لتلك الجريمة،،،،وقد وفقت جنوب افريقيا في تقديم اتهامها فليس هناك من هو اقدر واكفأ منها في تقديم هكذا اتهام. فقد كانت ولسنوات طوال ضحية لسياسة التفرقة العنصرية التي مورست ضد ابناء البلاد الاصليين من قبل الاقلية البيضاء التي كانت تحكم البلاد بالحديد والنار،،،،،،
في اليوم الثاني استمعت المحكمه للرد الإسرائيلي على الاتهام والذي بدا ضعيفا فقد تمحور حول السابع من اكتوبر ومابعده،،،
  رغم عدالة القضية المقدمة للمحكمة والتي لقيت تعاطفا وتأييدا من كل القوى المحبة للسلام وحرية الشعوب فإن هناك محاذير من ان تنحرف المحكمة في سير اجراءاتها وبالتالي القرارات الصادرة عنها ان هي رضخت لتدخلات الدول الغربية وبالاخص دول الناتو وسمحت بالتدخل في اعمالها او ان رضخ قضاتها للتهديد الشخصي لحياتهم او مستقبلهم المهني،،،
  ●قال نيلسون مانديلا. : 
ستبقى حريتنا ناقصة حتى يتحرر الشعب الفلسطيني،،،،