حين تتحول الغيرة إلى رصاصة ...
شهدت مديرية كريتر في العاصمة عدن جريمة مأساوية، قُتل فيها شاب على يد خال فتاة اتهمه بالتحرش بها في حادثة أثارت صدمة وغضبًا واسعًا في الشارع العدني ومواقع التواصل الاجتماعي.
تباينت الآراء بين من برر الفعل بوصفه غيرة ونخوة، ومن أدانه باعتباره جريمة مكتملة الأركان لا يبررها أي دافع أو انفعال عاطفي.
ومهما كانت الرواية، سوى تحرش لفظي أو جسدي ، فإن أخذ القانون باليد يُعد تجاوزًا خطيرًا يهدم قيم العدالة ويزرع الفوضى، فالقضية أيًا كانت تفاصيلها، مكانها الطبيعي أروقة النيابة وأقسام الشرطة لا فوهات البنادق.
كان الأجدر أن تُواجه الإساءة بالتبليغ والمساءلة القانونية، لا بالقتل، فالرصاصة التي أُطلقت لم تُنهي حياة شاب فحسب بل مزقت أسرة وزادت جراح مدينة أنهكتها الحوادث الفردية وردات الفعل المتهورة.
إن هذه الحادثة لا تُدين الفاعل وحده بل تكشف خللًا مجتمعيًا عميقًا في فهم الغيرة وحدودها، وفي ضعف الوعي بخطورة الانفعال الغاضب حين يتحول إلى فعل دموي يُقوض هيبة الدولة ويشرع الفوضى باسم الحمية والشرف.
فالعدالة لا تُصنع في الشارع بل في قاعات القضاء، ومن الواجب أن يكون هذا الحادث درسًا قاسيًا يعيد إلى الأذهان أن حماية الكرامة لا تكون بالقتل بل بإحقاق الحق عبر القانون وأن الغيرة إن تجاوزت حدودها النبيلة تحولت من فضيلة إلى جريمة ...