صوت عدن | متابعات:

أُستجلب الفل من الهند، وتم انتشاره من حوطة لحج إلى كل اليمن وحتى الدول المجاوره، ومنذ نحو 150 عاما؛ تبقى رائحته هي الأجمل والأفضل رائحة عطرية عند اليمنيين عامة، والمحبين العشاق والأزواج خاصة. وأرتبط الفل بعادات وتقاليد حميمية منذ ذاك الزمن.

وينتشر باعة زهر الفل في فصل الصيف أكثر من أي وقت آخر، حيث يكون موسم غزاؤته من شهر أبريل حتى شهر سبتمبر، إلّا أن الانتاج منه يستمر معظم أشهر السنة الدافئة بكميات شحيحة. 

ويتفنن الباعة في تشكيل زهوره في عقود وقلائد ملفوفة بطريقة جميلة وفنية، تباع بأسعار زهيدة في موسم غزارة انتاجة.

وترمز زهرة الفل للحب والمودة. وفي الأعراس يتسابق أصدقاء وذوي العروسين على تقليدهم العقود الكبيرة من الفل، وكذلك في حفلات الأعياد والتخرج في الجامعات والمدارس والتكريم وغير ذلك من المناسبات العامة والخاصة حيث يكون الفل العامل المشترك بينها جميعا.

وتفيد المعلومات أن أمير لحج أحمد فضل القمندان (1884 - 1943)، هو من استجلب زهرة الفل من الهند وقام بغرسها في بستان الحسيني بمدينة الحوطة في محافظة لحج في ثلاثينات القرن العشرين، ومنه انتشرت إلى مناطق أخرى وأبرزها الحديدة.

وفي محافظة الحديدة، تنتشر زراعة الفل في مناطق كثيرة منها، أبرزها المغراس التابعة لمديرية التحيتا، والعباسي في مديرية بيت الفقيه ومعيده بمديرية الزهرة وضواحي مديرية الزيدية وقرى اللاوية ورغمين والمناوية بمديرية الدريهمي، وهذه القرى تعتبر من أهم وأكبر القرى التي يزرع فيها الفل، والمصدر الأهم لتصدير الفل إلى كثير من المدن اليمنية.
 
و قطف زهرات الفل يتم قبيل شروق الشمس، حيث تحتاج عملية جني الزهور إلى خبرة وتركيز، لذلك فإن الكثير من المزارعين يفضلون أن يتم جني الزهور من قبل النساء، وذلك لما يتميزن به من صبر شديد وتعامل فطن من الزهور كي لا يتم إفساد الزهور والأشجار.

ومزارعو الفل يواجهون كثيرا من التحديات، منها ندرة وجود حافظات خاصة، إضافة إلى غزارة الإنتاج خلال أشهر أبريل حتى سبتمبر من كل عام موسم الإنتاج غالبا ما يؤدي إلى تدني الأسعار فلا تغطي تكاليف الإنتاج وخاصة بعد قفل باب التصدير بسبب الحرب.

وتتباهى النساء في اقتناء الفل والتزين به، وفي تهامة يشتهرن بالتزين بعقد "المكعس"، وهو تاج من الفل وزهور أخرى يُعمل بشكل جميل يوضع فوق رأس العروس يوم عرسها، لا سيما في الحديدة ويتكون من آلاف زهرات الفل وعدد كبير من زهور "المشموم والزعيتران" أو النباتات العطرية الأخرى كالشقر (الريحان) ونباتات عطرية أخرى ليرتفع بشكل مثلث أو مربع فوق رأس العروس بارتفاع قد يزيد عن الذراع يثبت ويوضع من قبل نساء ماهرات ومتخصصات في نسج ووضع المكعس بتلك الطريقة الجميلة والمعقدة في نفس الوقت.

يذكر أن رواج الفل كان انحسر في كثير من المحافظات اليمنية، وذلك جراء صعوبة التنقل والإتاوات التي يفرضها مسلحون على عربات النقل.
 
كما أن لتراجع مستوى الإنتاج أثرا كبيرا أيضاً، حيث نالت الحرب من تجارة الفل، إلا أن رائحته انتصرت على روائح البارود، من غير شك.


 جاء به القمندان من الهند في ثلاثينات القرن الماضي..
        الفل؛ الرائحة العطرية المفضلة عند اليمنيين
صوت عدن | متابعات:

أُستجلب الفل من الهند، وتم انتشاره من حوطة لحج إلى كل اليمن وحتى الدول المجاوره، ومنذ نحو 150 عاما؛ تبقى رائحته هي الأجمل والأفضل رائحة عطرية عند اليمنيين عامة، والمحبين العشاق والأزواج خاصة. وأرتبط الفل بعادات وتقاليد حميمية منذ ذاك الزمن.

وينتشر باعة زهر الفل في فصل الصيف أكثر من أي وقت آخر، حيث يكون موسم غزاؤته من شهر أبريل حتى شهر سبتمبر، إلّا أن الانتاج منه يستمر معظم أشهر السنة الدافئة بكميات شحيحة. 

ويتفنن الباعة في تشكيل زهوره في عقود وقلائد ملفوفة بطريقة جميلة وفنية، تباع بأسعار زهيدة في موسم غزارة انتاجة.

وترمز زهرة الفل للحب والمودة. وفي الأعراس يتسابق أصدقاء وذوي العروسين على تقليدهم العقود الكبيرة من الفل، وكذلك في حفلات الأعياد والتخرج في الجامعات والمدارس والتكريم وغير ذلك من المناسبات العامة والخاصة حيث يكون الفل العامل المشترك بينها جميعا.

وتفيد المعلومات أن أمير لحج أحمد فضل القمندان (1884 - 1943)، هو من استجلب زهرة الفل من الهند وقام بغرسها في بستان الحسيني بمدينة الحوطة في محافظة لحج في ثلاثينات القرن العشرين، ومنه انتشرت إلى مناطق أخرى وأبرزها الحديدة.

وفي محافظة الحديدة، تنتشر زراعة الفل في مناطق كثيرة منها، أبرزها المغراس التابعة لمديرية التحيتا، والعباسي في مديرية بيت الفقيه ومعيده بمديرية الزهرة وضواحي مديرية الزيدية وقرى اللاوية ورغمين والمناوية بمديرية الدريهمي، وهذه القرى تعتبر من أهم وأكبر القرى التي يزرع فيها الفل، والمصدر الأهم لتصدير الفل إلى كثير من المدن اليمنية.
 
و قطف زهرات الفل يتم قبيل شروق الشمس، حيث تحتاج عملية جني الزهور إلى خبرة وتركيز، لذلك فإن الكثير من المزارعين يفضلون أن يتم جني الزهور من قبل النساء، وذلك لما يتميزن به من صبر شديد وتعامل فطن من الزهور كي لا يتم إفساد الزهور والأشجار.

ومزارعو الفل يواجهون كثيرا من التحديات، منها ندرة وجود حافظات خاصة، إضافة إلى غزارة الإنتاج خلال أشهر أبريل حتى سبتمبر من كل عام موسم الإنتاج غالبا ما يؤدي إلى تدني الأسعار فلا تغطي تكاليف الإنتاج وخاصة بعد قفل باب التصدير بسبب الحرب.

وتتباهى النساء في اقتناء الفل والتزين به، وفي تهامة يشتهرن بالتزين بعقد "المكعس"، وهو تاج من الفل وزهور أخرى يُعمل بشكل جميل يوضع فوق رأس العروس يوم عرسها، لا سيما في الحديدة ويتكون من آلاف زهرات الفل وعدد كبير من زهور "المشموم والزعيتران" أو النباتات العطرية الأخرى كالشقر (الريحان) ونباتات عطرية أخرى ليرتفع بشكل مثلث أو مربع فوق رأس العروس بارتفاع قد يزيد عن الذراع يثبت ويوضع من قبل نساء ماهرات ومتخصصات في نسج ووضع المكعس بتلك الطريقة الجميلة والمعقدة في نفس الوقت.

يذكر أن رواج الفل كان انحسر في كثير من المحافظات اليمنية، وذلك جراء صعوبة التنقل والإتاوات التي يفرضها مسلحون على عربات النقل.
 
كما أن لتراجع مستوى الإنتاج أثرا كبيرا أيضاً، حيث نالت الحرب من تجارة الفل، إلا أن رائحته انتصرت على روائح البارود، من غير شك.


أخبار متعلقة