صوت عدن/مأرب/إعلام المنظمة: 

أنجزت المنظمة الدولية للهجرة بدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروعاً استمر عاماً كاملًا لتحسين البنية التحتية للصرف الصحي وخدمات إدارة النفايات الصلبة والسائلة ليستفيد بذلك أكثر من 185,000 شخص في محافظة مأرب التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في اليمن.
فقد عالج المشروع فجوات الصرف الصحي في مواقع النزوح والمجتمعات المستضيفة واستفاد منه 44,119 نازحاً داخلياً و2,937 فرداً من أفراد المجتمع المستضيف مع تعزيز قدرة صندوق النظافة والتحسين في مأرب على إدارة خدمات النفايات بشكل مستدام.
وتشمل الإنجازات الرئيسية إنشاء 200 مرحاض منزلي جديد مزود بوحدات غسل أيدي وإعادة تأهيل 600 حفرة صرف صحي في مأرب الوادي ومأرب المدينة، وتوفير ثلاث شاحنات مخلفات وثلاث شاحنات شفط لصندوق النظافة والتحسين وتحسين موقع مكب مخلفات الصرف الصحي في مأرب وتوفير خدمات مؤقتة لإزالة الحمأة وجمع النفايات الصلبة في 19 موقعاً للنزوح.
ويُشكل تدني مستوى الصرف الصحي غالبية الأسباب الجذرية لتفشي الكوليرا وسوء التغذية وأمراض الإسهال. وقد كانت مأرب إحدى بؤر تفشي الكوليرا في اليمن في السنوات الأخيرة حيث أدى الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي إلى تسريع انتشار المرض. ومن خلال إنشاء مراحيض جديدة وسد وإصلاح حفر الصرف التالفة وتوفير حفر مغطاة لتمكين إزالة الحمأة بشكل آمن لعب هذا المشروع دوراً حيوياً في الحد من خطر الأمراض المنقولة بالمياه واحتواء الكوليرا وتعزيز الصحة العامة بشكل عام في كل من مخيمات النزوح والمجتمعات المستضيفة.
وقال عواد عبد الرقيب مسؤول في صندوق النظافة والتحسين النظافة: "لقد زَوَّدَنا المشروع بالمعدات الأساسية ووسَّع نطاق خدماتنا، والتي كان الصندوق في أمسّ الحاجة إليها ومع ذلك فهو لا يحل المشكلة بشكل كامل إذ يتطلب الأمر موارد أكبر بكثير وتمويلاً مستداماً لتلبية الاحتياجات المستمرة لكل من النازحين والمجتمعات المستضيفة".
كما تضمّن المشروع تدابير حماية متكاملة، بما في ذلك أقفال داخلية، وإضاءة، وتصميم مراحيض تراعي الفوارق بين الجنسين، وإعطاء الأولوية للأسر الضعيفة، مثل الأسر التي تعيلها نساء، والأشخاص ذوي الإعاقة، وكبار السن، والأسر التي تضم نساء حوامل أو مرضعات.
وقال عمار طاهر مهندس المياه والصرف الصحي والنظافة في المنظمة الدولية للهجرة: "لقد كان المشروع مجزياً للغاية. إن سماع آراء المجتمع، وخاصة الأسر الأكثر ضعفاً، حول استعادة الكرامة، هو أعظم مقياس لنجاحنا".
ستواصل المنظمة الدولية للهجرة كجزء من المجتمع الإنساني الأوسع في اليمن، بناء قدرات الشركاء المحليين والوطنيين لدعم استجابة مستدامة من خلال تنفيذ التدخلات بالتنسيق والتشاور الوثيقين مع الجهات المعنية، وفي المجتمعات المستهدفة، من خلال تشجيع المشاركة المجتمعية لتعزيز ملكية التدخل واستدامته.
يُعد هذا المشروع جزءاً من استراتيجية المنظمة الدولية للهجرة لتقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية، من خلال توفير المعدات الأساسية لصندوق النظافة والتحسين لتقديم خدمات جمع النفايات على المدى الطويل.
فقد شهدت مأرب نمواً سكانياً سريعاً منذ بداية الصراع، حيث ارتفع عدد السكان من حوالي 350 ألف نسمة في عام 2015 إلى أكثر من مليوني نسمة في عام 2023، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون نازح داخلي. وقد فرض حجم النزوح ضغطاً هائلاً على الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، حيث يفتقر 9.6 مليون شخص في مختلف أنحاء اليمن إلى خدمات صرف صحي مُحسّنة، وفقًا لتقرير الاحتياجات الإنسانية لعام 2024.